أطلقت مايكروسوفت جيلًا جديدًا من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى تحويل تجربة الاستخدام على أجهزة الكمبيوتر والهواتف، ليس عبر تطبيقات منفصلة فقط، بل من خلال دمج مباشر داخل النظام نفسه. هذه الخطوة ترفع مستوى المنافسة مع شركات مثل Google و Meta و Apple، وتُدخل المستخدم في مرحلة جديدة يكون فيها الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من كل مهمة يومية يقوم بها.
ما الذي تغيّر؟ الذكاء داخل النظام وليس فوقه
بدلاً من الاعتماد على أدوات AI خارجية، تعمل مايكروسوفت على تضمين الذكاء الاصطناعي داخل جوهر نظام التشغيل Windows 11. هذا يعني أن المستخدم لن يحتاج إلى الانتقال بين تطبيقات متعددة لإنجاز مهمة بسيطة. أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من المستعرض، مستكشف الملفات، الإعدادات، وحتى أدوات الكتابة والتحرير.
يمكن للذكاء الآن تلخيص مستندات كاملة، كتابة ملاحظات، تنظيم الملفات، الرد على البريد الإلكتروني، تحليل البيانات، وإنشاء محتوى بصياغة احترافية. كل ذلك دون الحاجة لفتح تطبيقات إضافية — فقط تفاعُل طبيعي مع النظام، ليشعر المستخدم بأن جهازه يفهمه ويعرف ما يحتاجه.
أدوات قوية للطلاب والموظفين
أكبر المستفيدين من التحديث الجديد هم الطلاب والموظفون. فمع التطور الجديد لـ Microsoft Copilot، يمكن للطلاب تلخيص الدروس الطويلة، إعداد أبحاث وتقارير، تنظيم جدولهم الدراسي، وحتى تطوير مهاراتهم في الكتابة. كما يمكنهم تحويل المحاضرات إلى نقاط مختصرة بلمسة واحدة.
بالنسبة للموظفين، أصبحت الاجتماعات عبر Teams أكثر ذكاءً. إذ يقوم النظام بتسجيل النقاط المهمة، إنشاء محضر كامل، وتحديد المهام المطلوبة من كل عضو. كما يمكن إنشاء عروض PowerPoint تلقائيًا وتحسين جودة التقارير باستخدام خوارزميات تحليل اللغة.
ذكاء أكثر أمانًا: الخصوصية أولاً
توسّع الذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام مخاوف أمنية، لكن مايكروسوفت وضعت الخصوصية في مقدمة أولوياتها. تعتمد الأدوات الجديدة على معالجة البيانات محليًا داخل الجهاز بدلاً من إرسالها للسحابة، ما يقلل احتمالات تسريب المعلومات أو تعرّضها للاختراق.
كما أضافت الشركة تقنيات متقدمة للكشف المبكر عن البرمجيات الخبيثة والتنبيه للروابط الخطرة. وبالتالي، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من الدفاع الرقمي للمستخدم، وليس مجرد أداة مساعدة يومية.
💡 نقطة مهمة
مايكروسوفت لا تطلق مجرد أدوات جديدة؛ بل تعيد بناء مفهوم التفاعل بين الإنسان والكمبيوتر. دمج الذكاء الاصطناعي داخل النظام بشكل عميق يجعل الجهاز قادرًا على التفكير والتنظيم والمساعدة بطريقة تحاكي الإنسان.
ماذا يعني هذا للمستخدم في المستقبل؟
نحن أمام بداية مرحلة جديدة تمامًا: حيث يعرف جهازك جدولك، ينظم وقتك، يساعدك في الدراسة، يسجل ملاحظاتك، ويقوم بالمهام بدلًا عنك. هذه القدرة لم تعد خيالًا علميًا، بل أصبحت جزءًا من تجربة Windows اليومية.
ومع استمرار المنافسة الشديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، سيجد المستخدم نفسه أمام قفزات أكبر خلال الأشهر المقبلة، سواء في الأداء، التكامل مع الهواتف، أو أدوات الإنتاجية التي تُدار بالذكاء الاصطناعي بالكامل.